
قضى الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، حتفه، إثر ضربة جوية إسرائيلية صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025. وتم على الفور تعيين حبيبالله سياري قائدًا عامًا مؤقتًا للقوات المسلحة بقرار مباشر من المرشد الأعلى الخامنئي.
محمد باقري “صانع الاستراتيجية“
- وُلد باقري عام 1960 في طهران باسم محمد حسين أفشوردي، ودخل الحرس الثوري عام 1979 عقب الثورة.
- يحمل شهادة دكتوراه في الجغرافيا السياسية، متخصص في الاستخبارات العسكرية، وكان نائبًا لعمليات الأركان قبل تعيينه رئيسًا للهيئة في عام 2016.
- لعب دورًا رئيسيًا في توسيع العلاقات العسكرية الإيرانية، لا سيما مع سوريا وروسيا والصين، كما ساهم في صقل برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة.
- كان يشرف على تنسيق العمليات بين الجيش النظامي (ارتش) والحرس الثوري، ويُعد ثاني أقوى رجل عسكري في البلاد بعد المرشد.
- قُتل في سلسلة غارات استهدفت مواقع استراتيجية مثل طهران، نطنز، إضافة إلى عدة قيادات بارزة.
حبيبالله سياري “قائد البحرية“
- وُلد عام 1955 في فاسا، خدم في الحرس منذ عام 1974، وبرز خلال الحرب العراقية–الإيرانية كقائد في الكوماندوز البحري.
- تقلّد مناصب عدة داخل البحرية الإيرانية، منها قائد أسطول الشمال، ورئيس هيئة الأركان للجيش الإيراني، وتولى قيادة البحرية من 2007 إلى 2017.
- في يونيو/حزيران 2025، أصدر خامنئي قرارًا بتعيينه قائدًا مؤقتًا للقوات المسلحة خلفًا لباقري، في خطوة أبرزت الرمزية بين الانتقال العسكري الأمني المؤسسي.
- يُعرف بسياساته المنضبطة وتنظيمه للعمليات البحرية، وهو واقعيًا ينسجم مع مسعى القيادة لتثبيت الداخل العسكري فورًا بعد الضربة.
“الكفاءة” بعد الـ”استراتيجية“
يجسّد باقري الطابع الاستراتيجي المتطور والردع الشامل، حيث تولّى تنسيق السياسات العسكرية الكبرى ووسّع شبكة التحالفات العسكرية الإيرانية. أما سياري فيمثل مزيجًا من الكفاءة البحرية والتنظيم الداخلي، وتم تعيينه لتعزيز استقرار القيادة ومنع الانزلاق تحت ضغط الصدمة.
إعلان
ويرى محللون سياسيون أن مقتل محمد باقري يقود إلى فراغ مؤسساتي كبير في قيادة القوات المسلحة الإيرانية، وأن تعيين حبيبالله سياري كقائد مؤقت، خطوة تدلّ على رغبة النظام في الحفاظ على تماسك داخلي عاجل، وتفادي فراغ يبدو أنه كان يمكن أن يهدد قوة الرد والتنسيق. المرحلة المقبلة، بزعامة سياري، ستكون اختبارًا لقدرة المؤسسة العسكرية على إدارة هذا الحدث وتحويل مشروع الرد إلى استراتيجية حاسمة وعقلانية.